نبذة عن إنشاء الهيئة الإدارية للجالية اللبنانية في الأردن
ظهرت الهيئة الإدارية للجالية اللبنانية إلى الوجود العملي عام 1990 أثناء مهمة السفير المرحوم أحمد إبراهيم الذي دعا في حينها نخبة من أبناء (رعايا) الجالية إلى السفارة وهم من اللذين لهم وضع اجتماعي مرموق وتم اختيار طيب الذكر الاقتصادي المرحوم إميل حداد رئيساً لهذه الهيئة يعاونه مجموعة من الأعضاء البارزين العاملين في الحقل الاجتماعي نورد منهم على سبيل المثال لا الحصر المهندس فؤاد أبو حمدان، حسين دمج أنور أبو حمدان والمرحومين جوزيف عازار ونزيه جرجودة وهاني نعمة وأنطوان صوصة وغيرهم وغيرهم. أثناء مهمة السفير وليم حبيب والتي بدأت في عام 1994 وطرحت فكرة شراء أرض ليتم عليها بناء مكاتب عصرية لائقة أسوة بالبعثات الأخرى في المملكة. وتم اختيار قطعة أرض في منطقة عبدون وقيمتها 98500 دينار أردني ،وتم تغطية المبلغ بكامله من المرحوم إميل حداد ريثما يتم جمعه من المتبرعين . وتم جمع التبرعات لسداد ثمن الأرض حيث تبرع اميل حداد بمبلغ عشرة آلاف دينار والمهندس فؤاد ابو حمدان بمبلغ خمسة آلاف دينار وغيرهم وغيرهم…، وهكذا رويداً رويداً تم إنشاء المكاتب حيث انجزت عام 1998. ولا يفوتنا أن مخطط ومصمم البناء هو المهندس الراحل الدكتور كمال الشاعر. وتم افتتاح المكاتب من قبل السفير وليم حبيب الذي كانت له اليد الطولى في هذا الإنجاز. ولأول مرة يتم بناء مكاتب بعثة للدولة اللبنانية في المملكة الأردنية الهاشمية. إن هيئة الجالية على اتفاق تام وتعاون ودي مستمر مع كل الذين تعاقبوا على رئاسة البعثة ومعاونيهم من دبلوماسيين وإداريين سابقين وحاليين الذين قدموا الدعم والمساندة والرعاية للجالية. بقي من فائض الأموال المتبرع بها حوالي 67,500 دينار حيث قامت الهيئة بشراء أرض في منطقة مرج الحمام وتم تسمية الشارع شارع” لبنان”، قطعة الأرض هذه التي تم شراؤها كانت مخصصة لبناء سكن رئيس البعثة الدبلوماسية المعتمد في الأردن، وقد ارتفعت أسعارها اضعاف مضاعفة بعد شرائها وذلك لمصلحة الخزينة اللبنانية. تكريماً لهذه الهيئة ونشاطاتها المتعددة قدم رئيس الجمهورية اللبنانية حين ذاك العماد اميل لحود وسام الأرز برتبة ضابط للهيئة الإدارية ممثلة برئيسها إميل حداد وهذا يعد إنجازاً عظيماً و فخراً للبنان بمغتربيه. في عام 2003 انتقل إميل حداد إلى الرفيق الأعلى وتم انتخاب المهندس فؤاد أبو حمدان رئيساً للجالية والدكتور إبراهيم إميل حداد نائباً للرئيس مع أعضاء من السيدات والسادة يضيق المجال عن ذكر اسمائهم للتعاون فيما بينهم ، وهكذا أصبح صيت الجالية الحميد على كل شفة و لسان واستمرت الجالية في جهودها لدعم لبنان بالمال والأدوية والمساعدات الخيرية ومنها سيارة إسعاف لمساعدة الوطن في محنته ولا سيما خلال حرب 2006 التي سببت دماراً وضرراً فادحاً للوطن. كانت الهيئة الإدارية أول المبادرين بالدعم وذلك بإرسال المساعدات المتعددة من أدوية وأجهزة غسيل الكلى ومواد تموينية وغذائية وحليب الأطفال وغيرها… وذلك بالتنسيق مع الحكومات الأردنية المتوالية ورعاية السفارة اللبنانية في عمان. كذلك تبرعت المملكة الأردنية الهاشمية وقدمت الكثير إلى لبنان بالتنسيق مع السفارة اللبنانية و الجالية. رأت الجالية انه لتزيد أواصر اللحمة والتواصل بين أفرادها المقيمين في المملكة أن تصدر دليلاً للجالية، فأصدرت دليلها الأول عام 2008 وكان محل ترحيب وتقدير من اللبنانيين جميعاً، وعملت على إصدار دليل جديد كل سنتين وفقاً للمستجدات. إن الجالية في الأردن لا تألوا جهداً في تقديم شتى انواع المساعدات الإنسانية و الضرورية لأبنائها الذين انقطعت بهم السبل أو ضاقت بهم الحياة. لا مجال لتعداد هذه المساعدات الإنسانية المتنوعة لأن المقام يضيق عن تعدادها وذكرها. وللزيادة في الخدمة العامة للجالية تم إنشاء “مكتب الجالية” الذي قدمه المهندس فؤاد أبو حمدان ويديره السيد علي برق لمتابعة شؤون الجالية في كافة حاجاتها وذلك بالتنسيق والتعاون مع جانب السفارة اللبنانية. ولا يفوتنا أن نذكر أن للجالية اللبنانية في الأردن دور مؤثر حيث لا تتوانى عن تقديم المساعدات المالية و العينية من أدوية ومواد غذائية لتلبية حاجات بعض الجمعيات الخيرية الأردنية بالتنسيق مع الرابطة الأردنية اللبنانية التي تترأسها السيدة سامية الصلح منكو. أن ننسى لا ننسى أن الجالية اللبنانية في الأردن تشعر بمحبة عميقة وصادقة والتصاقاً وثيقاً نحو المملكة باعتبارها الوطن الثاني لما تتمتع به من رعاية وحدب وعناية ومناخ من الحرية قل نظيرهم بفضل القيادة الهاشمية الحكيمة التي تحمل لها الجالية في قلوب أبنائها جميعاً بدون استثناء الولاء والإخلاص والوفاء الاكيد. ولا يغرب عن بالنا الشكر العميق والدائم لدعم السفارة اللبنانية الدائم سابقاً ولاحقاً في العهد الحالي الذي يرأسه سعادة القائم بالأعمال السفير الأستاذ يوسف رجي ومعاونه المستشار جورج فاضل ومساعديه الإداريين.
هنا غيض من فيض مما تقوم به الهيئة الإدارية للجالية، والله المستعان للإستمرار في هذا الطريق.
عاش لبنان
عاش الأردن